- 09/05/2019
تقدم شركة وورلد هيلث نيتوورك للسياحة العلاجية أفضل فرص العلاج لزراعة الكلية مع أفضل المستشفيات العالمية المزودة بالأجهزة التكنولوجية العالية وأمهر الأطباء وبأفضل الأسعار
زراعة الكلية
في كثير من دول العالم يتمُّ الحصولُ على الكلى من الأشخاص المتوفين دماغياً. يتعرض بعضُ الناس لإصاباتٍ رضيةٍ أو حوادثَ سيرٍ مع إصابةٍ شديدةٍ في الرأس. يؤدي ذلك عادةً إلى كسورٍ في الجمجمة مع نزوفٍ دماغيةٍ شديدة، وتتطور كثيرٌ من هذه الإصابات إلى ما يُعرف بالموت الدماغي وفي هذه الحالة تكون الإصابةُ محصورةً بالرأس، حيث يتوقف الدماغُ عن العمل، ولكن بقيةَ الأعضاءِ تعملُ بشكلٍ طبيعيٍ تقريباً. ويكون المريضُ عادةً في قسم العنايةِ المركزةِ على جهاز التنفس الاصطناعي بالإضافة إلى دعمِ الوظائفِ الحيويةِ الأخرى. ويشكل هؤلاءُ المرضى في الدول المتقدمة المصدرَ الرئيسيَ لجميع الأعضاء التي يمكن زراعتُها، بما في ذلك الكلى.
ولكن في دولٍ أخرى (مثلِ سوريا) لا يسمح حتى الآن بأخذ الأعضاء من المصابين بالموت الدماغي. ولذلك فإن المصدرَ الوحيدَ للكلى في كثير من البلدان هو المتبرعون الأصحاء. ويمكن للإنسانِ الطبيعيِ الخالي من الأمراض التبرعَ بإحدى كليتيه طالما كانت صحتُه جيدة وكانت الكليةُ الأخرى تعمل بشكل سليم. ويفضل أن يكون المتبرعُ من أقارب المريض، وخصوصاً من الوالدين أو الأبناء أو الأخوة، حيث يضمن ذلك الحصولَ على التوافقِ النسيجيِ الأفضل.
وحتى تكون عمليةُ زرعِ الكلية ناجحةً يجب الإعدادُ لها بشكل جيد من خلال مجموعةٍ من الاختبارات. تجرى هذه الاختباراتُ عادة ًبإشراف طبيب أمراض الكلية، وتكون هذه الفحوصُ عادة على ثلاثة مستويات.
- الاختباراتُ التي تجرى لدى المُعطي (وهوالشخصُ الذي سيتبرع بالكلية): عند التخطيط لأخذ الكلية من أيِّ متبرعٍ (سواءً كان حياً أو يعاني من الموتِ الدماغي) فيجب التأكدُ في المقامِ الأولِ أنه لا يعاني من أيّةِ أمراضٍ مُعديةٍ يمكن أن تنتقلَ إلى المُتلقي، وخصوصاً الأمراضَ المزمنةَ مثلَ السلِ أو التهابِ الكبد أو متلازمةِ العوزِ المناعيِ المكتسب (الإيدز). وإذا كان المتبرعُ حياً فيجب التأكدُ كذلك من أن عمليةَ التبرع لن تشكل خطراً عليه، فلا يمكن مثلاً أخذُ الكلية من مريضٍ يعاني أصلاً من اضطرابٍ في وظيفة الكلى أو من الداءِ السكريِ أو الأمراضِ القلبيةِ الوعائية. ولذلك فإن المعطي يجب أن يخضعَ لاختباراتٍ واسعةٍ قبل التخطيطِ للجراحةِ وذلك للتأكدِ من أن أخذَ الكليةِ منه لن يشكلَ خطراً عليه، ومن أن زرعَ هذه الكليةِ لدى المريضِ لن ينقلَ إليه أيَّ أمراض.
- الاختباراتُ التي تجرى لدى المُتلقي (وهو الشخصُ المريضُ الذي سيحصل على الكلية): لا يعتبرُ جميعُ المرضى الذين يعانون من الفشلِ الكلويِ المزمن مرشحينَ لإجراء عمليةِ زرعِ الكلية، حيث يعتبرُ زرعُ الكلية ممنوعاً لدى المريضِ الذي يعاني مثلاً من الأمراضِ السرطانيةِ المنتشرةِ غيرِ القابلةِ للعلاج، وكذلك لدى المريضِ الذي لديه أيُّ موانعَ لاستخدامِ الأدويةِ الكابحةِ للمناعة بعد زرعِ الكلية، بالإضافةِ إلى حالاتٍ أخرى. ولذلك يتوجب إجراءُ الاختباراتِ اللازمةِ لدى مريضِ الفشلِ الكلويِ المزمنِ للتأكدِ من أنه مرشحٌ لإجراءِ العمليةِ الجراحية.
-اختباراتُ التوافق: إن المشكلةَ الرئيسيةَ في زرعِ الأعضاءِ هي اختلافُ الأنسجة بين المعطي والمتلقي، مما يجعل الجهاز المناعي لدى المتلقي يهاجم العضوَ المزروعَ ويرفضه. وكلما كانت الأنسجةُ أكثر توافقاً بين المعطي والمتلقي كلما كان ذلك أفضل. ولذلك فإن الاختباراتِ قبل العمليةِ يجب أن تشمل ما يدعى باختباراتِ التوافقِ النسيجي، والتي تتحقق من عدمِ وجود تعارضٍ في نمطِ الأنسجة والأجسامِ المضادةِ والزمر الدموية الرئيسية والفرعيةِ بين المعطي والمتلقي.
التحضيرُ للعملية
يختلف التحضيرُ للعملية حسبَ مصدر الأعضاء. عند التعامل مع المرضى المتوفين دماغياً يتم عادة فتحُ الصدر والبطن بشكل كامل وأخذُ جميع الأعضاء اللازمةِ منها (القلبِ والرئتين من الصدر، الكبدِ والبنكرياسِ والكليتين والأمعاءِ من البطن). بعد ذلك تحفظُ هذه الأعضاءُ بالشكل المناسب ليتم نقلُها وزرعُها خلال ساعات لدى المتلقين الملائمين. ويكون هناك عادة سجلاتٌ وطنيةٌ بالمرضى الذين يحتاجون إلى الزرع بحيث يتم الاتصالُ بالمريض الأكثر حاجة للعضو بمجرد توفر أعضاء جديدة، وذلك لإجراء العملية بشكل عاجل.
أما لدى أخذِ الكلية من متبرعٍ حي فيتم عادة التخطيطُ للجراحة بشكلٍ مسبق. ويشمل ذلك إجراءُ جميعِ الاختباراتِ اللازمةِ والتأكدُ من ملاءمةِ المعطي والمتلقي لإجراءِ عمليةِ الزرعِ، ثم يتم تحديدُ موعدِ الجراحة. ويفترض أن يأتي كلٌ من المتبرعِ والمتلقي إلى المستشفى في اليومِ السابقِ للجراحة لإجراء التحضيراتِ الأخيرةِ بحيث تجرى العمليةُ في الصباحِ التالي. ومعظمُ المستشفيات التي تقوم بإجراء هذا النوع من العمليات تمتلك غرفةَ عملياتٍ كبيرة خاصة بزرع الكلى وتحتوي على طاولتين للعمليات ومجموعتين مستقلتين من الأجهزة والأدواتِ الجراحية، بحيث يمكن أن يعمل فيها فريقان مستقلان من المخدرين والجراحين والممرضين. وعادة ما يدخلُ المتبرعُ والمتلقي معاً إلى العمليات، حيث يقومُ الفريقُ الجراحيُ الأول باستئصال الكلية من المعطي، ويقومُ الفريق الجراحي الثاني في الوقت نفسه بفتح البطنِ لدى المتلقي لتحضير المكانِ المناسبِ لزرع الكلية كما سنشرح في الفقرات التالية.
استئصالُ الكلية من المتبرع
يمكن حالياً استئصالُ الكليةِ من المتبرعِ بطريقتين: إما بالجراحةِ التقليديةِ أو بالجراحةِ التنظيرية. في الجراحة التقليدية يتمُ إجراءُ شقٍّ في الخاصرةِ وفتحِ الجلدِ والعضلاتِ حتى الوصولِ إلى منطقةِ الكلية. بعد ذلك يتمُ فصلُ الكليةِ عن الأنسجةِ الدهنيةِ المحيطةِ بها وتحريرُها بشكلٍ كاملٍ عن محيطِها حتى الوصولِ إلى المنطقة التي تدعى بالسرةِ الكلوية. وفي هذه المنطقة توجد ثلاثةُ عناصرَ مهمةٍ تدخل إلى الكليةِ ويتوجب تحريرُها بعناية: الشريانُ الكلوي، والوريدُ الكلوي، والحالب. بعد تحرير هذه البنى الثلاثةِ عن الأنسجة المحيطة بها يصبح من الممكن قطعُها على مسافةٍ جيدةٍ من الكلية بحيث تكون طويلةً بما يكفي لإعادة زرعِها لدى المتلقي. بعد استخراجِ الكلية من المتبرع يتم إغلاقُ الجرحِ بخياطةِ العضلات ثم خياطة الجلد.
أما في طريقةِ الجراحةِ التنظيريةِ فيتم الدخولُ إلى منطقة الكلية عبر ثقوبٍ صغيرةٍ عوضاً عن إجراء شقٍ كبير، ويتم إدخالُ الأدوات الجراحيةِ عبرَ هذه الثقوب لتحرير الكليةِ والعناصرِ الثلاثةِ المهمةِ في السرةِ الكلوية. ويتم إجراءُ العمليةِ بنفس الطريقة إلى أن يتم فصلُ الكليةِ بشكل كامل. بعد ذلك يجرى شقٌّ صغيرٌ جداً في الخاصرة لسحب الكليةِ المستأصلةِ منه. وتعتبر هذه الطريقةُ هي الأفضلُ بالنسبة للمتبرعين لأن الجرحَ المرافقَ لها صغيرٌ مقارنةً بالجراحةِ التقليدية، وبالتالي فإن سرعةَ الشفاءِ والعودةِ إلى الحياة اليوميةِ تكون أفضلَ بكثير.
بعد استخراج الكليةِ من المتبرع يتم وضعُها فوراً في محلولٍ خاصٍ مثلج، ويتم غسيلُ الأوعيةِ الدمويةِ الكلويةِ من الدم بشكل كامل، وذلك من خلال حقنِ هذا المحلولِ في الشريانِ الكلويِّ والسماحِ له بالخروجِ من الوريدِ الكلوي. وهكذا يندخل هذا المحلولُ الباردُ في أنسجةِ الكليةِ بشكل كاملٍ ويسمح بالمحافظةِ عليها إلى أن تحصلَ على الدمِ مجدداً لدى اكتمالِ عمليةِ الزرع. وهكذا تصبح الكليةُ المأخوذةُ جاهزة ً للزرعِ لدى المتلقي
زرعُ الكلية لدى المريض
في الغالبية العظمى من عملياتِ زرعِ الكلية يتم إبقاءُ الكلى الخاصةِ بالمريضِ (والعاطلةِ عن العمل) في مكانها الطبيعيِ، ولا يتم استئصالُها إلا في حالاتٍ خاصةٍ. وبذلك فإن الكليةَ الجديدةَ لا تزرع مكانَ الكلى القديمة، وإنما يتم زرعهُا في النصفِ السفليِّ من البطنِ (إما في الجهة اليمنى أو في الجهة اليسرى)، وذلك خلف الأحشاءِ البطنية.
تحصل الأعضاءُ البطنيةُ والأطرافُ السفليةُ على الدم من الشريانِ الأبهرِ الذي يدخل البطنَ في الأعلى عند الحجاب الحاجز ثم يتفرع في منتصفِ البطنِ إلى الشريانِ الحرقفيِ الأيمنِ والشريان الحرقفيِ الأيسر. ويعود الدمُ من هذه الأعضاءِ عبرَ الوريدِ الحرقفيِ الأيمن والوريدِ الحرقفي الأيسر، واللذين يندمجان معاً ليشكلا الوريدَ الأجوفَ السفلي. وبذلك فإن الشريانَ والوريدَ الخاصين بالكلية الجديدة سيتم زرعُهما على الشريان والوريدِ الحرقفيِ في الجهة التي يتم اختيارُها لإجراء الزرع.
تبدأ العمليةُ لدى المتلقي بإجراءِ شقٍّ طوليٍّ في البطنِ أيمنَ أو أيسرَ السرةِ وفتحِ العضلاتِ حتى الوصولِ إلى البطن. بعد ذلك يتم تبعيدُ كيسِ الأحشاءِ البطنية إلى منتصفِ البطنِ بحيث يتم الحصولُ على حيزٍ مناسبٍ لوضع الكلية فيه. وهذا الحيزُ يكون عادةً خلفَ الأحشاء البطنيةِ وأمامَ الشريانِ والوريدِ الحرقفي، إما في الجهةِ اليمنى أو في الجهةِ اليسرى. يتم تنظيفُ الشريانِ والوريدِ من الأنسجة المحيطة بهما وتحضيرُهما لإجراء عمليةِ الزرعِ بحيث تصبحُ الساحة الجراحية جاهزةً لاستقبالِ العضو الجديد.
في هذه الأثناءِ يكون الفريقُ الجراحيُ الأولُ قد قام باستئصال الكليةِ من المتبرعِ وتجميدُها وغسلُها بشكلٍ جيدٍ، ثم يتم جلبُ الكلية إلى الفريقِ الجراحي الثاني. وهنا يتوجبُ العملَ سريعاً بهدف توصيلِ الدمِ إلى الكلية المزروعةِ في أسرعِ وقتٍ ممكن. تبدأ عمليةُ الزرع بإغلاق الشريانِ والوريدِ الحرقفي لدى المُتلقي بواسطة ملاقطَ خاصةٍ لإيقافِ تدفقِ الدمِ فيها أثناء توصيلِ الأوعية. وعندها يتمُ خياطةُ وريدِ الكليةِ إلى الوريدِ الحرقفيِ وخياطةُ شريانِ الكليةِ إلى الشريانِ الحرقفيِ. عند انتهاءِ الخياطةِ وتوصيلِ الأوعية الدموية يتم فتحُ الملاقطِ ليتدفق الدمُ عبرَ الأوعية ومنها إلى الكلية الجديدة. وهنا تبدأ الكليةُ مباشرةً بالعملِ وإفراز البول، والذي يخرجُ عبرَ الحالبِ الخاصِ بهذه الكلية.
في الخطوة التالية يتوجب توصيلُ الحالبِ الخاصِ بالكليةِ المزروعةِ إلى المثانةِ الخاصةِ بالمريض. حين يكون الحالبُ المستأصلُ مع الكلية طويلاً تتم خياطتُه على المثانةِ مباشرةً، وإلا فيمكن وصلُه إلى الحالبِ الخاصِ بإحدى كليتيّ المريض. ولدى خياطةِ نهايةِ الحالب على المثانةِ تكون عمليةُ الزرعِ قد اكتملت ليتم بعدَها إغلاقُ الجرحِ بخياطةِ العضلات والجلد.
العنايةُ المكملةُ بعد العملية
يحتاج مريضُ زرع الكلية إلى عنايةٍ دقيقةٍ بعد العملية، ويشمل ذلك مراقبةَ الإفرازِ البوليِ من الكلية المزروعة والتحاليلَ الدمويةَ المرتبطةَ بوظيفة الكلية، بالإضافةِ إلى ضبطِ كميةِ السوائلِ والمحاليلِ الوريديةِ التي يتلقاها المريضُ بشكلٍ دقيقٍ جداً حتى لا يخلَّ ذلك بعملِ الكلية الجديدة. كما يحتاجُ المريضُ إلى مراقبةٍ سريريةٍ ومخبريةٍ مكثفةٍ لجميعِ المشعراتِ الحيوية. وعادةً ما يبقى المريضُ في المستشفى لعدةِ أيامٍ بعد العمليةِ إلى أن يتمَّ التأكدُ من أن الكليةَ المزروعةَ تعمل بشكلٍ جيدٍ ومن عدمِ حدوثِ مضاعفاتٍ عامةٍ أو جراحية. وإذا كانت الأمورُ على ما يرام يمكن تخريجُ المريض إلى المنزلِ بعد بضعة أيام.
يتوجبُ على المريضِ بعد العملية تناولُ الأدويةِ الكابحةِ للمناعة مدى الحياة، وذلك لأن الكليةَ المزروعةَ تعتبر غريبةً عن الجسم. وإذا لم يتم تناولُ هذه الأدويةِ فإن الجهازَ المناعيَ في الجسم سيقوم سريعاً بمهاجمةِ هذه الكليةِ وتخريبِها. تقوم الأدويةُ الكابحةُ للمناعة بإضعاف الجهازِ المناعيِ بحيث لا يهاجمُ هذه الكليةَ الغريبةَ عنه. ولذلك فإن هذه الأدويةَ تؤدي عادةً إلى ضعفٍ عامٍ في مناعة الجسم، مما قد يؤهب لحدوثِ بعضِ الأمراضِ الالتهابية أو الأورامِ على المدى الطويل. ولذلك فإنه يتوجب على مريضِ زرعِ الكلية أن يتابعَ مع الطبيبِ بشكلٍ دائمٍ بهدفِ الكشفِ عن مثلِ هذه المضاعفاتِ باكراً ومعالجتِها بالشكل المناسب.
تعمل الكليةُ المزروعةُ بشكل جيدٍ لمدةٍ تتجاوزُ 10 سنواتٍ في معظم المرضى، وربما تستمرُّ بالعملِ في بعضِ الحالاتِ القليلةِ حتى عشرين سنة. وتتفاوت فترةُ عملها بشكلٍ كبيرٍ حسب الكثيرِ من العوامل المتعلقةِ بالمُعطي والمُتلقي. ولكن الجسمَ يمكن أن يرفضَ هذه الكليةَ على المدى الطويل رغم تناولِ كابحاتِ المناعة، وقد تتعرضُ الكليةُ المزروعةُ للعطبِ كذلك بسبب مشاكلَ أخرى، مما يستوجب العودةَ لجلسات غسيلِ الكلية أو حتى زرعِ كليةٍ جديدةٍ. ورغم ذلك فإن فترة الحياةِ المتوقعةِ لدى مريض الفشلِ الكلويِ الذي يخضع لعملية زرع الكلية تبقى أفضلَ بكثيرٍ من المريضِ الذي يبقى على جلسات غسيلِ الكلية، ولذلك فإن زرعَ الكليةِ يشكل اليومَ العلاجَ النوعيَ والأفضلَ لحالاتِ الفشلِ الكلويِ المزمن.